ها نحن أولاء في شهبا أو فيليپوپوليس نسبةً إلى بانيها فيليپّ العربي حوالي منتصف القرن الثالث للميلاد. السور بأبوابه وعقوده (قناطر arcades) مهيبٌ إلى أبعد الحدود. لم يبقَ من الأعمدة التي تحدّ الطريق المرصوف بالحجارة إلّا الأطلال. يقودنا هذا الشارع إلى مركز المدينة حيث شمخ المعبد قديماً بدلالة ثلاثة أعمدة مرتفعة مزخرفة بتيجانٍ فخمة. نصل إذا تابعنا السير إلى المسرح المدرّج بصفوفه العشرة وبعده بقليل الحمّامات التي جار عليها الزمن وإن بقي منها هنا وهناك بعض ألواح الرخام الأبيض على الجدران. تستمدّ شهبا مائها من نبع الطيّبة (قرية في أعالي الجبل) الواقع على بعد عشرين كيلومتراً بواسطة قناة مقنطرة aqueduc اندثرت باستثناء عدّة دعامات pylônes ارتفاعها عشرة أمتار لا تزال شاهدةً على عبقريّة البنّائين الرومان.
تؤطّر أحجارٌ رومانيّةٌ نُحِتَت بمنتهى العناية بضعاً من أبواب ونوافذ بيوت الدروز في شهبا. عثرنا في داخل أحد هذه البيوت على ثلاث لوحاتٍ من الفسيفساء المتلألئة الألوان تمثّل إحداهنّ ثلاثاً من النساء يرْمُزْنَ إلى المهارة والحكمة والفلسفة (١) والثانية زفاف ثيطِس وفليوس (٢) والثالثة مشهد مأدبة (٣).
سنقوم بإرسال تقرير عن هذه الروائع إلى مركز الفنون الجميلة في بيروت والمأمول أن تشتري الحكومة البيت الحاوي على الفسيفساء وأن يُقَام بالنتيجة متحفٌ تقرّ به أعين السيّاح من زوّار فيليپوپوليس.
(١) لا بدّ وأنّ المقصود فسيفساء العدل والفلسفة والتعليم الشهيرة.
(٢) لنا إليها عودة.
(٣) لربّما تكون الإشارة إلى لوحة قران ديونيسوس وأريادني أو لوحة غايا؟!
Plan: Cambridge University Press
No comments:
Post a Comment