محمود أبو فخر |
قلاقل المقرن الشمالي
الحادي عشر من أيّار مايو ١٩٢٦.
أعلن الزعيم الديني محمود أبو فخر إذعانه لفرنسا في قرية الدور في الخامس من أيّار ثمّ غادر هذه القرية بهدف زيارة زملائه من رجال الدين بغيةَ إقناعهم أن يحذوا حذوه. عاد أبو فخر إلى السويداء في الحادي عشر من أيّار بخفّيّ حنين إذ هدّد أنصار سلطان الأطرش بالقبض عليه وكان في ذلك الكفاية لردعه عن مواصلة مهمّته.
أتى محمود برفقة طلال باشا، شيخ عامر الذي اتّخذ من غياب الأمن في الطرق والهياج المستشري في الإقليم ذريعةً برّر بها تقاعسه عن المجيء سابقاً. أكّد طلال خضوعه الشخصي لفرنسا وفي نفس الوقت أقرّ بمنتهى الصراحة أنّه أعجز من أن يتكلّم باسم جميع آل عامر رغم كونه زعيمهم نظراً إلى نجاح دعاية سلطان الأطرش ووعوده في تفرقة الكلمة في الجبل بما في ذلك شهبا التي يفترض أنّ طلال باشا سيّدها بلا منازع. الواقع أنّ طلال لم يتمتّع بكثيرٍ من السلطة والمهابة في يومٍ من الأيّام. صحيح أنّ رعاياه عاملوه بالاعتبار الذي يليق بمقامه بيد أنّهم لم يعيروا آراءه اهتماماً على الإطلاق. يبقى طلال عامر، مع ذلك، الرأس الإسمي لأكبر عشائر الجبل، باستثناء آل الأطرش، وبالتالي ليس إهماله بالأمر الجائز. بناءً عليه ثبّت الجنرال الحاكم (Andréa) طلال باشا في وظيفة قائم مقام شهبا التي تقلّدها قبل بداية التمرّد. وقعت هذه البادرة في قلب الباشا أجمل موقع وألهبه الحماس على حين غرّة فعرض أن ينطلق لتوّه في زيارةٍ يقوم بها إلى القرى المجاورة ينصح خلالها آل عامر ألّا يستمعوا لسلطان وسائر المتمرّدين. هدّأ الجنرال من روع طلال وطلب منه البقاء في السويداء بضعة أيّامٍ إضافيّة يرافق بعدها الرتل الذي يتأهّب حاليّاً لدخول الإقليم.
شهبا: صورة جويّة عام ١٩٣٣ |
No comments:
Post a Comment