Monday, August 28, 2023

قلعة دمشق وحصن غورو


 أرفق بالمنشور إحدى صور الإيطالي Stironi الملتقطة في دمشق الانتداب الفرنسي. النصّ الآتي مختزل عن الأديبة الفرنسيّة Poulleau (صفحة ٨٣-٨٤ من المرجع أدناه):


الأحد الثامن عشر من تشرين أوّل أكتوبر عام ١٩٢٥ (١).


الحيّ الذي أتيتُ إليه (٢) شديد القرب من الميدان إذا رسمنا خطّاً وهميّاً مستقيماً بينهما. نستطيع من مكاننا رؤية الجوامع وأسطحة الأبنية وأيضاً بيوت الشاغور. لدينا منظورٌ جميلٌ للغاية للجامع الأموي وحزام البساتين حولَ المدينة. بدأ رشق النيران حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر؛ كان صوتها بعيداً في البداية نحو محيط الميدان ثمّ تضاعفَ وأخذ في الاقتراب شيئاً فشيئاً إلى أن غزا الميدان الفوقاني بالتدريج. 


لم يطلِ الأمرُ حتّى اندلعت فرقعة المدافع الرشّاشة، كما لو أنّ ستاراً تمزّقَ على حينِ غرّة، وتلته أصوات المدافع الصمّاء المألوفة . هُرِعَ أهالي الحيّ إلى سطوح بيوتهم في محاولةٍ منهم لمعرفة سبب الجلبة. رُفعِتَ الأعلام الدوليّة فوق المنازل على جناح السرعة أنّى سَكَنَ الأجانب الذين شكّلَ الإيطاليّون والإنجليز والأميركيّون أغلبيّتهم (٣). استمرّت القعقعة وتصاعدت على مدخل الميدان وقرب باب الجابية.


عكّرَ هديرُ المدافع من القلعة وحصن غورو سكونَ الليل. حاولنا أن نفهم أسباب المعركة ونحدّد مكانَها أو أمكِنَتَها وهي على ما يبدوا جنوب شرق المدينة من الطاحون الكبير حتّى محطّة البرامكة وتشمل الشاغور الذي شاهدنا، من موقِعِنا، أعلى أسطح عمائرِهِ. أرْعَدَ المدفع في تواترٍ متسارِعٍ وتتالت القذائف. تَرَافق دويّ الانفجارات بأعمدةٍ من الدُخان الأصفر المشؤوم وها نحن نشهد اثنين ثمّ ثلاثاً ثمّ أربعاً منها تتصاعد في سماء شفق المغيب.




انتهى وصف Poulleau الذي نفهم منه أنّ القصف المدفعي أتى من مكانين: قلعة دمشق (صورة Stironi الملحقة) وحصن غورو. يستحقّ هذا الأخير حديثاً خاصّاً.          






(١) تصف المؤلّفة ردّ الفعل الفرنسي على مهاجمة الثوّار قصر العظم في نفس اليوم. 

(٢) باب توما. 

(٣) الهدف من رفع الأعلام الدوليّة تنبيه الطيران الفرنسي كي يتجنّب قصف أماكن إقامة الأجانب.







Photo: Luigi Stironi 

Texte: Alice Poulleau. À Damas sous les bombes. Journal d'une Française pendant la révolte syrienne 1924 - 1926. Ed. Bretteville Frères, (Paris 1926).  

No comments:

Post a Comment