رأينا كيف اتّخذ الفرنسيّون بصرى نقطةَ انطلاقٍ لهجومهم على صلخد. قمت بهدف التبسيط والإيضاح بتحديد مسار القوّات الفرنسيّة على خريطة الجنرال Andréa الملحقة بالدوائر الحمراء: بصرى - ذيبين - أمّ الرمّان - الغاريّة - عنز - المشقوق - صلخد. أستأنف بعد هذه المقدّمة التعريب عن المؤلّف.
أُنْجِزَ تنظيم الرتل في الحادي والثلاثين من أيّار مايو عام ١٩٢٦ وهو مماثلٌ في التشكيل للوحدات التي استعملناها في الشمال ويمكن اعتباره قوّةً قادرةً على التغلّب على كافّة العقبات التي يستطيع العصاةُ إقامَتَها في وجهه. استدعى سلطان الأطرش أفضل محاربيّ الجبل وبالتالي لنا أن نتوقّع معارك ضاريّةً لا ريب وأنّنا سنفوز بها ونصل إلى صلخد، عاصمة الجبل الجنوبيّة، في الرابع من حزيران يونيو على الأرجح.
الأوّال من حزيران. - رافقنا صديقنا فارس بك الأطرش إلى قريته ذيبين وقام بتعريفنا عليها. قطعنا في هذه المرحلة الأولى إقليماً خيّم عليه الهدوء وكان باستطاعة جميع من صادف وجوده في السهل أن يرى بأمّ عينه تنظيم زحف رتلنا بكافّة تفاصيله. شكّل الرتل مستطيلاً كبيراً انتشر فيه الجنود على امتداد ثلاثة كيلومترات طولاً وكيلومترين عرضاً بينما احتلّت الوسط المدفعيّةُ ووحدات المرافقة والعتاد من كلِّ صنفٍ ونوع. قوّةٌ مهيبةٌ يخالها المرء، برجالها وحيواناتها، كتلةً ثقيلةً بطيئة الحركة ومع ذلك لم تعوزها المرونة على هذه الأرض المنبسطة حيث يكفي أن يمتطي الرجل فَرَسَهُ ليرى كامل التشكيل بانتظامه البديع على أتمّ استعداد لمواجهة العدوّ عاى التوّ إذا غامر هذا الأخير بالحضور.
يتبع.
No comments:
Post a Comment