Thursday, August 24, 2023

معركة أمّ الرمّان

 


الثاني من حزيران يونيو ١٩٢٦.


ترك أنصارنا معسكر ذيبين في الساعة الرابعة صباحاً وتبعتهم السيّارات المسلّحة بالمدافع الرشّاشة ليتوقّفوا على بعد كيلومتر ونصف من أمّ الرمّان عندما أُطْلِقت النار عليهم من المواقع المتاخمة للقرية. تعذّر التقدّم أبعد من ذلك في هذا الاتّجاه ونصحنا الشيخ إبراهيم الأطرش، مساعد الضابط الفرنسي المكلّف بقيادة المفرزة الدرزيّة، بالالتفاف حول القرية من الجنوب عبر أراضٍ يعرفها معرفةً وثيقةً. 


تبنّت القيادة هذا الاقتراح وسرعان ما زحفت المفرزة إلى اليمين ثمّ ترجّلت وتغلغلت في البساتين في حماية جدران التصوينات في محاولةٍ منها للإطباق على المتمرّدين من الخلف. نجحت المناورة نجاحاً باهراً وانسحب العصاة من مراكزهم في القرية نحو الشمال لتجنّب التطويق والأسْر. 


كان عبور القرية في منتهى العسر نظراً لضيق شوارعها ممّا أكْرَهَ سلاح الهنسة على نسف بعض الجدران وزوايا البيوت للسماح للمدفعيّة والشاحنات بالمرور الذي استغرق لا أقلّ من ساعةٍ من الزمن.



استأنف الرتل السير بعد أن أُعيدَ تشكيلُهُ إلى أن وصل إلى الغاريّة حيث ضَرَبَ خيامَهُ. يقطن هذه القرية عادةً مزيجٌ من المسيحييّن والدروز بيد أنّ هؤلاء الأخيرين هجروها منذ عدّةِ أيّامٍ؛ قِيلَ لنا أنّ جميع الرجال القادرين على حمل السلاح انضمّوا إلى العصابات. 


أمّ الرمّان أصعب المعارك التي خضناها منذ معركة السويداء إذ خسرنا سبعةً من القتلى وأربعين جريحاً معظمهم من المفرزة المكلّفة بالاستيلاء على البرج - الحصن. علمنا في صلخد بعد بِضْعَةِ أيام أنّ سلطان بنفسه قاد المواجهة ضدّنا ممّا يفسّر الصمود العنيد الذي صادفناه. علمنا أيضاً أنّ عدد القتلى في صفوف العدوّ بلغ مائةً وعشرين. 


كلّفتا هذا النصر ثمناً باهظاً بيد أنّنا نجحنا في اقتحام موقع أمّ الرمّان المحكم حيث حاول العدوّ جهده أن يعرقل تقدّمنا وها نحن أولاء على طريق صلخد.






الصورة الملحقة عن صفحة أمّ الرمّان على الفيس 











Édouard Andréa


Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 

No comments:

Post a Comment