دوّن الجنرال Andréa تطوّر الوضع بعد سقوط السويداء كما يلي:
الثلاثون من نيسان أبريل ١٩٢٦ - رأينا كيف امتنع مشايخ الدروز في الاجتماع الذي عُقِدَ في العفينة في اليوم التالي لمعركة السويداء (١) عن تأييد مشروع سلطان الأطرش في الهجوم على العسكر الفرنسي في العاصمة الدرزيّة وكيف انفضّ الاجتماع دون اتّخاذ قرار بمتابعة العمليّات أو التوقّف عنها. عُقِدَ اجتماعٌ آخر في السابع والعشرين من نيسان شارك فيه الدكتور الشهبندر وزعماء الجبل الدينيّون الأربعة (٢) وهذه المرّة اتُّخِذَ قرار مواصلة النضال بالإجماع مع التخطيط لقطع الطرق المؤديّة إلى السويداء اعتماداً على مجموعاتٍ من الفرسان أُوكِلَت إليها مهمّة منع القروييّن من الذهاب إلى العاصمة للتبضّع. أكّد الرسول الذي أدلى إلينا بهذه المعلومات أنّ الزعماء الدينييّن أباحوا قتل الدروز الذين عزموا على الاستسلام.
الأوّل من أيّار - مايو - أعلمنا رسولٌ آخر أنّ الأعيان في قرية ريمة الفخور - التي يملكها الزعيم الديني محمود أبو فخر - ناشدوا هذا الشيخ أن يُخْطِرَ السلطات الفرنسيّة برغبة الشعب في الاستسلام. بالمقابل، في نجران على بعد عشرة كيلومترات، اكْتُشِفَ أمر المبعوث الذي عُومِلَ كجاسوس وتعرّض للضرب وإن استردّ حريّته بالنتيجة بفضل مساعي بعض الأصدقاء من السكّان. رأى هذا المبعوث في هذه القرية مضبطةً حرّرها سلطان الأطرش وطالب بها أن يمهر الشيوخ بإمضائهم نصّاً يقضي بهدر دم الدروز ممّن يقبض عليهم متلبّسين بجريمة الخضوع إلى الفرنسييّن.
الثاني من أيّار - أتى زعماء قريتيّ ولغة وسليم إلى خطوطنا ومَثَلوا بين يديّ الجنرال (٣) معلنين إذعانهم. أخذ هذا الأخير بادرتهم بعين الرضى ولكنّه طالب بتسليم بنادقهم كشرطٍ لا غنى عنه لقبول استسلامهم.
أجاب الأعيان - ردّاً على سؤالنا - أنّ عائلاتهم لم تعُدْ إلى بيوتها بعد خوفاً من جنودنا. بذلنا وسعنا في طمأنتهم وأعطيناهم إذناً يسمح لهم بحريّة التنقّل ممّا يمكّنهم من العودة إلى قراهم وجلب الأسلحة المطلوبة عربوناً لخضوعهم.
يتبع
الصورة الملحقة عن Syria لبرج أثري في قرية ريمة الفخور (أو ريمة اللحف).
(١) سقطت السويداء بيد الفرنسييّن في الخامس والعشرين من نيسان.
(٢) شيوخ العقل أحمد الهجري وحسن جربوع وعلي الحنّاوي ومحمود أبو فخر. مزيدٌ عنهم لاحقاً.
(٣) الجنرال Andréa.
No comments:
Post a Comment