Wednesday, August 23, 2023

ذيبين

 


كتبت سانا - وكالة الأنباء العربيّة السوريّة - في عددها الإلكتروني الصادر في السادس عشر من حزيران يونيو عام ٢٠١٨، في جملة ما كتبت عن ذيبين، الكلام الآتي:


"ويفخر أهل ذيبين بتاريخهم كما يتباهون بحاضرهم الحافل بالبطولات فأبناؤها واجهوا المستعمر الفرنسي مطلع القرن الماضي واليوم يواجهون الإرهاب مستلهمين تاريخ أجدادهم وأمجادهم."


أدرج أدناه ما كتبه الجنرال الفرنسي Andréa في هذا الصدد عام ١٩٣٧ للمقارنة وعلّ الحقيقة تقع في مكانٍ ما بين النقيضين:


ضرب الرتل الفرنسي مخيّمَهُ حول قرية ذيبين.


اجتمع فارس بك الأطرش مع أسرته التي تركها قبل ستّة أشهر تحت تهديد سلطان وعاين نهبَ محاصيله وحرق إحدى ملحقات قصره من قِبَل المتمرّدين. أظهر القرويوّن سرورهم برؤية شيخهم وأسرّوا له بما لديهم من معلوماتٍ عن العصاة وخلاصتها الآتي: جُمِعَت ثلاثة عشرٍ من الأعلام (أي اجتمع محاربوّ ثلاثة عشر قرية) في أمّ الرمّان بغرض سدّ الطريق المؤدّية إلى صلخد في وجه الرتل الفرنسي. 


يرى المرء من سطح دار فارس بك، البيوت الأولى في القرية العاصية - أمّ الرمّان - الواقعة على بعد أربعة كيلومترات إلى الشرق، ويلمح ظلال الرجال على الناتئ الصخري الذي يشكّل عائقاً مرتفعاً إلى الشمال والجنوب من الموقع. يتعامد هذا العائق على الطريق الذي سنسلكه غداً ويشكّلُ مُعْتَصَماً شديد المناعة يحتلّه العدوّ. الطريق بين ذيبين وأمّ الرمّان متعرّج للغاية وتقدّم قوّاتنا عَبْرَهُ يعني أنّهم مكشوفون تحت سمع وبصر خصمهم المتمركز في حرزٍ حريز. 


هناك برجٌ أشبه بالحصن يبعد كيلومترين إلى الشمال من القرية وهو النقطة الأكثر بروزاً من مواقع الأعداء ممّا يحتّم أخذها قبل أن نطلق الوحدات المرافقة إلى القرية حيث أنّ هذه الأخيرة هي الممرّ الوحيد السالك بالنسبة للعربات والشاحنات.  


مهمّتنا الأولى إذاً هي الاستحواذ على هذا "البرج - الحصن" والتمركز فيه بقوّة لحرمان العدوّ من العودة عن طريقه في اتّجاه أمّ الرمّان لمهاجمتنا خلال مرور قوافلنا في القرية. 


توجّه وفدُ من الضبّاط، بعد إقرار الخطّة، إلى استقبال أعدّه فارس بك. بدت إمارات التأثّر على هذا الصديق العظيم لبلدنا لدى وصولنا إلى داره وعبّر لنا عن شكره لاستضافتنا له عندما أتانا مع أولاده فراراً من المتمرّدين ليضع نَفْسَهُ وذويه تحت حمايتنا. أكّد فارس بك لنا مجدّداً ولائه المطلق للقضيّة الفرنسيّة وختم متمنّياً انتصار أسلحتنا راجياً أن يرعوي الشعب الدرزي ويلتزم جادّة الصواب على جناح السرعة. 


بادل الجنرال فارس بك مودّته في جوابٍ مقتضب وذهب كلّ منّا في سبيله ليقضي بضعاً من السويعات في الراحة تأهّباً للمعركة المقبلة.




الصورة عن موقع Syria









Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 

No comments:

Post a Comment