Monday, August 21, 2023

مراسلات المتمرّدين وخطط الفرنسييّن. بصرى

 


تتبع المقاومة ضدّنا أسلوباً ممنهجاً كما تشهد هذه الرسالة (١) التي وقعت في أيدينا والموجّهة من الأمير عادل أرسلان إلى عبد الغفّار باشا، عمّ سلطان الأطرش: 


"الدروز متّفقون على مواصلة النضال بيد أنّ الثوّار يتفرّقون دون عمل شيءٍ يذكر نظراً لغياب القيادة الفعّالة. من ناحيةٍ ثانية هناك شيوخ خانوا القضيّة الدرزيّة ومنهم علي حمدان. يتنقّل هؤلاء بكل حريّة في الإقليم ويدعون الأهالي إلى الإذعان لفرنسا. من الضروري أن نجمع كلمتنا ونتّفق على الإجراءات التي يجب اتّخاذها وأقترح عليك أن نحدّد مكاناً في الجبل يأتي إليه إثنان من البكوات من كلّ مقرن بصحبة فرسانهم المكلّفين بتعميم قرارات الزعماء فور اتّخاذها. 

أقترح عليك أيضاً أن توكل إلى إثني عشر من الفرسان مهمّة توقيف علي حمدان وأخذه إلى مكان تراه مناسباً وإعدامه هناك. 

يتعيّن علينا تدارك العجز في القيادة والاتّصالات والخطر الذي يمثّله هذا النقص بالنسبة لنا."


الوضع والحال كذلك خطيرٌ في الجنوب ومن المعروف أنّ صلخد، عاصمة هذا الإقليم ومعقل آل الأطرش، مثّلت دائماً قلب الانتفاضة ضدّنا. يتعيّن إذاً أن نرسل أرتالنا إليها بأسرع ما يمكن لنضرب ضربتنا بقوّةٍ وفعاليّة. 


اخترنا لهذا الغرض بصرى كقاعدةٍ جديدةٍ للعمليّات والإمداد وأرسلنا إليها جنودنا والقوافل المرافقة لهم. لا تصلح القواعد السابقة في السويداء وإزرع للهدف الجديد كونها بعيدةً عن مسرح القتال أكثر ممّا ينبغي. 





بصرى


بصرى عاصمةٌ رومانيّةٌ قديمة فيها أطلالٌ غايةً في الأهميّة:


- قوس نصر تيجان أعمدته من أجمل ما يكون. 

بركة لتمثيل المعارك البحريّة Naumachie طولها ٢١٦ متر يستعملها الأهالي اليوم خزّاناً للماء. 

- مسرح مهيب قطره ٧٢ متراً تطوّقه نصف دائرة تشكّلها ستّة صفوف (٢) من المدرّجات. يبلغ عرض المشهد ٥٤ متراً وعمقه عشرة أمتار. استُعْمِلَ هذا البناء الهائل مأوىً للحامية التركيّة خلال الحرب (٣) وهو اليوم مقرّ كتيبة من قوّات المناوشة tirailleurs التي تحرس القاعدة. أمامنا كلّ الوقت لتأمّل هذه الأنقاض العظيمة والإعجاب بها أثناء تحضير الحملة والتخطيط لها.






خريطة بصرى مأخوذة من دليل Baedeker للعام ١٨٧٦. 




(١) لا أملك نصّ الرسالة العربي وبالتالي اضطررت لتعريبها عن الترجمة الفرنسيّة كما فعلت ف أكثر من مكان. 

(٢) لم أكن أعلم ماذا عنى االمؤلّف الفرنسي بالصفوف rangées الستّة ومن المعروف أنّ مسرح بصرى (من أكبر المسارح الرومانيّة في العالم والأكبر في الشرق الأدنى) يضمّ ٣٧ صفّاً من المقاعد الحجريّة. الفضل للصديق الغالي الأستاذ وسيم خاني الذي لفت نظري أنّ مسرح بصرى كان مردوماً لدى اكتشافه باستثناء الصفوف العلويّة الستّة كما يتّضح من الصورة الملحقة التي تلطّف مشكوراً بتزويدي بها. أُزِيَل الردم وكُشِفَ المدّرج بكامله في منتصف القرن العشرين. 

(٣) الحرب العالميّة الأولى.   








Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment