Friday, July 14, 2023

ما اسم صديق الفارس أردان؟


خالفت مجلّة تان تان العربيّة القاعدة التي التزمت بها سمير وجميع مجّلات المطبوعات المصوّرة في اختيار أسماء عربيّة للأبطال الأجانب. الأمثلة أكثر من أن تعدّ وأذكر منها صبحي = Bruce Wayne (شخصيّة الرجل الوطواط السريّة) ونبيل فوزي = Clark Kent والصحفي التحرّي جاسر = Ric Hochet. 


ليس تغيير الإسم مع تغيير اللغة حُكْراً على النقل إلى العربيّة بدلالة كلب تان تان الأمين والسكّير Milou الذي أصبح Snowy بالإنجليزيّة والتوأمين الأبلهين تيك وتاك = Dupondt أو Thomson & Thompson وهلمّجرّا. مع ذلك اعتمدت النسخة العربيّة لمجلّة تان تان سياسة الاحتفاظ بالتسمية الأصليّة مع استثناءات نادرة منها Barnaby Bumper الذي تحوّل بقدرة قادر إلى جوني غيتار تيمّناً بالأغنية الشهيرة ما في ذلك من شكّ.


الاستثناء الآخر وموضوع اليوم هو صديق الفارس Ardent (أشهر الشخصيّات التي أبدعتها ريشة وقلم الفنّان Craenhals في ألبومه الثالث الذي عُرِّبَ تحت عنوان "شريعة الغاب" (علّ "شريعة البادية" ترجمة أصحّ للعنوان الفرنسي: La loi de la steppe). نشرت مجلّة تان تان البلجيكيّة هذه القصّة على حلقات اعتباراً من صيف عام ١٩٦٧ قبل أن تُجْمَع في ألبوم عام ١٩٧١. 



شهامة الفارس أردان وبسالته وتمرّسه بفنون الحرب غنيّة عن التعريف بالنسبة لقرّاء تان تان وكذلك غرامه بالأميرة الجميلة Gwendoline الإبنة الوحيدة للملك Arthus الذي رفض مراراً وتكراراً أن يزوّجها لحبيبها لأنّه كسائر الملوك يبحث لابنته عن زواج سياسي يعزّز من خلاله سلطانه ويمدّ نفوذه. مع ذلك تغاضى الملك بالنتيجة عن علاقة ابنته بالبطل الشابّ إن لم نقل أنّه شجّع هذه العلاقة إرضاءً لابنته من جهة ورغبةً منه في الحفاظ على ولاء الفارس المغوار من جهةٍ ثانية. الخلاصة أقامت الأميرة علاقةً جنسيّةً عابرةً مع أردان وحملت منه في قصّة le passage التي صدرت بعد دوال دولة تان تان العربيّة وإن كنت لست متأكّداً أنّ الإدارة كانت ستوافق على نشرها لو استمرّت.


صادفت معضلةٌ مشابهة (وإن اختلف السبب) هيئة التحرير - الدكتور محمّد فؤاد إبراهيم - في مطلع السبعينات لدى تعريب قصّة "شريعة الغاب". البطل الثاني - بعد أردان طبعاً - في هذه القصّة يهودي دون أدنى شكّ كما نرى من أنفه الأقنى النمطي وغطاء رأسه ولا لزوم لمعرفة إسمه في القصّة الأصليّة - موشيه شايلوك - كي نعرف انتمائه الديني؛ هذا في وقتٍ كانت حالة الحرب لا تزال قائمةً بين مصر وإسرائيل وإن تفاوتت "سخونتها" من سنةٍ إلى سنة. 


ما العمل؟ إعطاء موشيه شايلوك إسم عربي (رضوان أو حمزة أو أحمد) في قصّة يحمل جميع أبطالها أسماءً أوروپيّةً ليس بالأمر المعقول وبالتالي تفتّق ذهن المعرّب عن "موريس فرانسوا" وإذا لم تخنّي الذاكرة فقد نجحت الفكرة إلى درجةٍ لا بأس بها ولا أذكر قراءة أي رسائل إلى المحرّر تطرح تساؤلاتٍ محرجة عن هذا الموضوع. 


هل كان من الضروري تغيير إسم موشيه (أي موسى بالعربيّة)؟ ليس بالنسبة لي على الأقلّ فهناك مثلاً عائشة في الألبوم الثامن لأردان "سيّدة الرمال" la dame des sables ولا أعتقد أنّ أحداً طرح فكرة تغيير إسمها إلى تيريز أو فلورانس أو روزيتّ. 

No comments:

Post a Comment