Saturday, July 1, 2023

رتل الجنرال غاملان ‎

 


استجابت فرنسا لأحداث جبل الدروز بإرسال تعزيزاتٍ إلى سوريّا عن طريق مرفأ بيروت. أوكل الجنرال قائد جيش المشرق (١) مهمّة تنظيم رتل لفكّ الطوق عن حامية السويداء إلى الجنرال غاملان Gamelin وأرسلت الوحدات العسكريّة من المشاة والخيّالة على متون قاطرات السكك الحديديّة إلى محطّة إزرع حيث تواجدت بقايا رتل الجنرال ميشو Michaud.


تمّ جمع سبعة آلاف رجل وثلاثة آلاف من الحيوانات لحمل الجنود والعتاد في معسكر حيث جرى تدريبهم يوميّاً للتنسيق بين مختلف عناصر الجيش وزيادة التماسك بين وحداته. 


تركّزت حشود الرتل في قرية المسيفرة تحت قيادة الكولونيل أندريا Andréa (٢) قبل أن تتّجه صوب السويداء وكُلِّفَ أندريا بقيادة المشاة وأرسلت كتيبة من الفيلق الأجنبي إلى مركزٍ متقدّم في القرية المذكورة لتغطية التجمّع. قام جنود الفيلق فور وصولهم - كما اعتادوا في الحروب الاستعماريّة - بإقامة التحصينات حول البيوت سواءً باستعمال الجدران الموجودة أو ببناء المزيد من الجدران وحفروا الخنادق ووزّعوا رشّاشاتهم بأسلوب ملائم لتغطية حقل العمليّات في الاتّجاهات الخطرة التي يمكن أن يتسلّل الدروز عبرها. 


فصلت أربعون من الكيلومترات بين هذه الوحدة المتقدّمة وبين سائر القطعات وعنى ذلك تعذّر تقديم أي مساعدة فوريّة لها في حال تعرّضها للهجوم ممّا تطلّب اتّخاذ كافّة الاحتياطات كي تصمد أطول وقتٍ ممكن إلى أن تصلها النجدة. 


من ناحيتهم كان الدروز على درايةٍ بوجود قوّة فرنسيّة صغيرة في المسيفرة واعتقدوا أنّهم إذا هاجموها فوراً - أي قبل تعزيزها - فسينتصرون كما انتصروا في معركة المزرعة خصوصاً وأنّهم اعتقدوا واهمين أنّ معركتهم ستكون ضدّ الفيلق السوري الأقلّ تمرّساً بالقتال من نظيره الإفريقي. 




يتبع.   




الصورة الملحقة للجنرال Gamelin  عام ١٩٤٠ عندما شغل منصب رئيس أركان الدفاع الوطني (ضدّ الهجوم الألماني) والقائد الأعلى لجيوش الحلفاء.  


  


(١) قائد جيش المشرق وقتها كان الجنرال Sarrail قبل أن يحلّ Gamelin محلّه. 

(٢) لاحقاً الجنرال أندريا. مؤلّف الكتاب وإليه تعزى الأسطر المعرّبة أعلاه.










Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 

1 comment:

  1. الإضافة الآتية من الصديق العزيز الأستاذا الياس بولاد مع جزيل شكري:
    اود هنا ان اغني الموضوع من خلال مرجع نادر جدا .المرجع :"اربعون عاما في حوران وجبل الدروز"تأليف المطران نقلاوس قاضي مطران الروم الملكيين الكاثوليك .رئيس اساقفة بصرى وحوران .
    من المواضيع التي تطرق اليها هذا الحبر الجليل ،حوادث ١٩٢٥ التي عايشها .وكان وسيطا بين ال الاطرش لا سيما سلطان باشا الاطرش وسلطات الانتداب الفرنسي ، حين كلفه الطرفان بتوصيل رسائلهم لبعض..وقد ذكرت امور لم يتطرق لها اي من من قام بتأريخ تلك الفترة وحوادثها،وقد كان هذا المطران صديقا حميما مسموع الكلمة عند ال اااطرش اا سيما سلطان باشا ..وكذلك لدى السلطات الفرنسية لا سيما كبار الظباط ..لا اريد الاطالة ..
    ... صدر تبديل الجنرال ميشو بالجنرال غاملان المشهود له بالخبرة الحربية .. وفي ١٧ ايلول تجمعت الدروز في بلدة المسيفرة من اعمال حوران ،قاصدين اثارة حوران معهم غير ان الجنرال غاملان بادر بالفرقتين من الجيش المنظم وكبس الدروز المجتمعين بالمسيفرة واحاط بها احاطة السوار بالمعصم واوقع فيهم اكثر من ٣٥٠ قتيلا واستولى على ١١ راية من بيارقهم ارسلها الى دمشق فاوقع الرعب والهلع في قلوب الدروز ومناصريهم وتذكروا بما عمله بهم سامي باشا الفاروقي عام ١٩١٠.
    وفي ١٨ ايلول ارسل الي (الى المطران قاضي) علي الاطرش اخ سلطان باشا.احداهالي القرية (فرح ابو رمحين) يطلب توسيطنا بالصلح لدى دولة الانتداب .فبعد ان استوثقنا من الامر ،امططينا القطارالى خربة غزالة قاصدين الجنرال غاملان في المسيفرة . ولدى وصولنا الى المحطة وجدنا الجنرال غاملان ضمن قطار مصفح بمحطة خربة الغزالة .فقمت الى قطاره المصفح وارسلت اليه بطاقة تحمل اسمي . فخرج لاستقبالي الى باب الصالون الذي كان فيه وطلب مني الصعود اليه وقادني بيدي الى مائدة الغذاء وسألني ان كنت اقبل الطعام معه بلطف،فاجبته بشكر الى دعوته وتناولت الطعام على مائدته. وكان عليها بعض كبار الظباط من اركان حربه . وبعد الطعام افضت له بكلما خابرني به رسول الدروز. وبعد ما فكر قليلا اجابني بهدوء، ان وظيفتي تنحصر في الاعمال الحربية لا غير ،فعلى سيادتكم مخابرة المفوض السامي في بيروت المنوط به وحده امر اجراء المصالحة والتسليم بالشروط المفوض هو وحده بها. فشكرته وعدت ادراجي الى دمشق .
    وقمت بعد مدة قصيرة الى قصر رئيس الدولة صبحي بك بركات لكي اخابره بذلك، لعلمي الاكيد بأن الجنرال سراي رجل يكره الاكليروس.فلما دخلت على صبحي بك كان عنده تاج الدين بك ابن فضيلة المحدث الكبير ،بدر الدين الحسني،وكان وقتئذ قاضي دمشق وجورج بك عزيز مفتش المالية ، وافهمت رئيس الدولة بموضوع مقابلتي، فسألني ان كان يجب تكليف الموجودين الخروج ولم يكن سواهما اجبت لا بل ارجوا ابقاءهما ليكونا شاهدين على ما اقول .وان لدي من الوسائل ما يمكنني من خدمة بلادي واعادة السلم الى نصابه . قال اوضح مقالك. اجبت علي الشغل والتعب ولفخامتكم حسن النتيجة . وفي استطاعتي ان اتي الى ديوانكم بسلطان باشا الاطرش والزعماء من جماعته على شرط واحد يطلبونه وهو العفو العام وضمانة كرامتهم،قال ومن يجب عليه ان يضمن ذلك ؟قلت على فخامتكم مخابرة المفوض السامي واستحصال تأمين وسلامة الثائرين دون ان تذكروا اسمي .وانما استوثقوا من الضمانة بوثيقة رسمية واطلعوني عليها لانقل صورتنا.وعلي ان اقدم لكم بعد ثلاثة ايام سلطان باشا والزعماء الثائرين معه. فهش صبحي بك وارتاح لكلما ذكرت له وقام بنفسن لمقابلة المفوض السامي وعاد الينا بعد يومين بالفشل وحبوط الامال لان سراي طلب التسليم بلا قيد ولا شرط كما افادني الرئيس في جوابه عند عودته فانسحبت من هذه الوساطة ..لان تسليم يحيى الاطرش على يدنا لسامي باشا وما تحملناه من المشاق والمسؤولية في ذلك الوقت لا تزال صورته مطبوعة في مخيلتنا...وبعد ذلك ١٨تشرين الاول ١٩٢٥ دخل دمشق نسيب بك البكري مع جمهور من جماعة الدروز والثائرين الى حي الميدان....

    ReplyDelete