Sunday, July 23, 2023

فشل وساطة دروز لبنان


 يتابع الجنرال Andréa سرده عن الأخذ والردّ الذي سبق الهجوم الفرنسي على جبل الدروز:


من أعيان دروز لبنان المثقّفين والمتميّزين من كان على اتّصالات يوميّة مع مندوبنا السامي وقادة جيشنا. أدرك هؤلاء الوجهاء أنّ الروايات المتداولة في الجبل ما هي إلّا وشاياتٍ وأكاذيبٍ مغرضة واعتراهم القلق من النتائج التي قد تؤدّي إليها تصرّفات المؤتمر السوري - الفلسطيني والأساليب الملتوية التي اتّبعها بصفته العقل المدبّر لهذه الدعاية الشائنة.   


أراد الأعيان المذكورون (١) أن يذهبوا إلى الجبل لمقابلة الثوّار في محاولةٍ لفتح أعينهم وإعادتهم إلى جادّة الصواب قبل أن تتحرّك الأرتال العسكريّة الفرنسيّة لإخضاع التمرّد، وطلبوا في هذا السبيل إذن المندوب السامي بالذهاب إلى السويداء وحصلوا عليه ليصلوا إلى العاصمة الدرزيّة في شباط فبراير ١٩٢٦ حيث بذلوا قصارى جهدهم ولمدّة عدّة أيّام لإفهام أبناء جلدتهم أنّهم سائرون على الطريق الخاطىء وأنّ مصلحتهم، ومصلحة الجالية الدرزيّة بأسرها، تقتضي وقف التمرّد والحيلولة دون المزيد من إهراق الدماء.


أجابهم سلطان الأطرش، وحوله العديد من الشيوخ من مؤيّديه، بمنتهى الصَلَف أنّ الشعب الدرزي لن يتخلّى عن النزاع المسلّح إلى أن تعترف فرنسا باستقلال سوريّا الكامل وتسحب قوّاتها إلى أوروپّا.


لم يبق أمام الوفد اللبناني، إزاء تعصّب إقطاعيّي الدروز وعمى بصيرتهم، إلّا العودة إلى بيروت جارّاً أذيال الخيبة ليعطي تقريراً عن فشل مهمّته للسلطات الفرنسيّة. 


يتبع. 





(١) لم يذكر المؤلّف أسمائهم. 




الصورة الملحقة عن Library of Congress لسلطان الأطرش حوالي عام ١٩٢٦.








Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 

No comments:

Post a Comment