استعمل الجنرال Andréa تعبير état de siège لوصف الوضع في دمشق بعد أحداث تشرين أوّل أكتوبر ١٩٢٥وأعتقد أنّ التعريب الأفضل لهذا المصطلح هو "حالة الطوارئ" وهو أقرب ما يكون إلى "الأحكام العرفيّة" Loi Martiale. فلنتابع معاً ما كتبه المؤلّف:
لا يزال القلق ملموساً في دمشق بعد شهرين من أحداث الشغب التي سبق ذكرها. صحيح أنّ قصْفَنا نجح في إحباط مخطّطات الثوّار ولكنّ التمّرد بقي كامناً تحت الرماد لا يحتاج إلى الكثير ليتأجّج من جديد.
أتى من الجبل قرابة ألفٍ من الأشخاص العاطلين عن العمل والقروييّن والدروز ليقتاتوا على حساب الضياع المحيطة بالمدينة ويهدّدوا كلّ من حاول مقاومتهم. لا شكّ أنّه إذا نجحت هذه العصابات بالتغلغل في دمشق فسيتضخّم عددها إذ ينضمّ إليها الألوف من المسلمين المتعصّبين ممّن غرّر بهم أعداء الانتداب الفرنسي ويمكن نتيجةً لذلك حصول اضطرابات تتضاءل أمامها أحداث تشرين الأوّل. إذاً تحتّم علينا التحسّب لهذه الاحتمالات على جناح السرعة ولا بديل في هذا الصدد من استعراض القوّة.
لم تكن إمكانيّات حامية دمشق كافيةً للتصدّي للتهديدات الداخليّة والخارجيّة في نفس الوقت ومنه وجوب تعزيزها دون تأخير. لدينا عند اللزوم الوحدات التي شاركت في حملة جبل الدروز والتي تقضي فصل الشتاء في حوران في الاستجمام بانتظار أن تستعيد قوّتها وعافيتها. استدعى الجنرال Gamelin - الذي عيّن مؤخّراً قائداً على جيش المشرق - عدّة كتائب من هذه القوّات بهدف دعم حامية دمشق حيث أعلن السيّد de Jouvenel - المندوب السامي الجديد في سوريّا - حالة الطوارئ.
No comments:
Post a Comment